default | grid-3 | grid-2

Post per Page

أنصاف كل تمام



- لو أنكِ تعرفين كيف يبتكر الشاعر امرأته، سترى عيناكِ الفرق بين وجهكِ في المرآة وبين روحكِ في كلماته. في المرايا المنصوبة على جدران بيتكِ لستِ سوى وجه امرأة، جميلة ربما، أو لعلكِ تستطيعين بحيلة أو دهاء أن تدفعي مراهقين كباراً وكثيرين إلي انتظار طرفكِ، وإشارتكِ المعجونة بالزهو أمام عدد من ألقوا عليكِ نظرة رغبة، لكن كل هذه القطعان التي تتبع حقولكِ يحرقها الشاعر بكلمة، وبغضبة واحدة يجعل أخضركِ يابساً، يعيدكِ إلى ما كنتِ عليه، لآنكِ قبله مجرد تكرار لا يضيف معنى لزمن أو مكان، أما معه فلستِ امرأة فحسب، لستِ لحم وجبةٍ يجهز لها فمه بجوع تاريخي، أنتِ لستِ صيداً يتبعه من غابةٍ إلى غابةٍ، وهو ليس صياد فرائس ونزوات.

- الشاعر الذي يحبكِ، رصاصات غضبه يصنعها لروحه أولاً، وفخاخه العظيمة لحنينه الطيب، ويده الشجرة التي زرعها زمناً لتنامي تحت ظلها، وحين أشار إليكِ يوماً لم يكن يصوب نحو قلبكِ بارود سلاحه، بل كان يقول: هذه هي الأبقى، هذه قصيدتي، لو كتبتها خسرتها، وما لي غير أن أعيشها لا أن أخطها.


- الشاعر قاتلٌ لو تعلمين. سيدُ العتاب الذي يهدم الود والمودة. سليل القراصنة الذين خطفوا الضوء من الشمس لكي يرفعوه تاجاً فوق رؤوس العشيقات، وأنتِ متسرعة، غارقة في أبد الرتابة، وكل مواهبكِ العظيمة أن تغمضي عينيكِ لتصطادي لروحكِ وجسدكِ عصفور النار.

- افتحي عينيكِ، كل شيء حولكِ هو أنا. كل فرح ناقصٌ لأنكِ لن تجدي من يفسر لكِ الشرود والظلال، ومن يحدثكِ عن النغمة السوداء في اللحن، ومن يرصد ارتعاشة معصمكِ آخر الرقص والليل. كل شيء حولكِ صنعته بالعشق وأرسلته إلى كل مكان تحلين فيه. هذا الشجر، الماء، الطرقات، الضوء الخفيف على الطاولات، كل ما أنتِ فيه من دوني، تخيلتكِ وأنتِ فيه معي، والآن كل ما أنتِ فيه ناقصٌ ولو أنكِ تظنينه التمام، وتهمسين لروحكِ الضائعة أنكِ لستِ ضائعة، وأنتِ نصف فرح، ونصف طمأنينة، ونصف يقظة، ونصف نوم. أنتِ من دوني أنصاف كل ما تحلمين به.. وأوهام كل كمال.

ليست هناك تعليقات



www.4kamal.com

استقبل جديد تأويل على بريدك الإليكتروني




Error Page Image

Error Page Image

Oooops.... Could not find it!!!

The page you were looking for, could not be found. You may have typed the address incorrectly or you may have used an outdated link.

Go to Homepage