default | grid-3 | grid-2

Post per Page

وبِقُبْلةٍ واحدةٍ على أعناقهم يموتون




تجيئينَ بكل المِيْتَاتِ التي أخافها
أقفزُ عمركِ كله
نازلاً فَزَعَ الهواءِ
أُفتشُ جناحيكِ
عن رصيفٍ لجثتي الطائرةِ


تجيئينَ بالنملِ زاحفاً على صدري
باكياً، أراقبُ كائناتكِ
ترفعُ صغارها إلى جسدي
تبني بيوتها بِدأْبِ الغُزَاةِ
وتتحدثُ بِسرِّيةٍ عما يَجِبُ هَدْمه
تحت هذه السُّمْرةِ العميقةِ


تجيئينَ بالأصدقاءِ الأنذالِ
تُلقينَ بكمالكِ الأخير
إلى فِئْرانهم المُهَجَّنةٍ
دون أن تفكري بأُمُومَتِكِ
وأطفالنا الَّذِينَ لم يُوْلَدُّوا بعد


تجيئينَ  بجدِّي وأبي وأختي
بغضبةِ الموتى الطيبين
هؤلاء الَّذِينَ خَذلتُ صلواتهم 
قبل الجنةِ بقليلٍ

تحرضينَ سُلالةً قَرَوِيَّةٍ
من ترابٍ إلى ترابٍ
ليغلقوا أبوابهم في وجهي
لأصعدَ إليكِ وحيداً
إلى النارِ التي هي أنتِ
حيثُ تضحكينَ هُناكَ
شِبْهُ طيبةٍ على ظهركِ


قُدَّر لي أن أعيشَ الرُّعْبَ
لا أن أردَّه
قُّدِّرتْ لي خيبات المعلمين الأوائل
وعروش النساءِ الزائلةِ
النساءُ اللاتي أُدربهنَّ بروحي
لأجلِ رجالٍ آخرين


أنتِ المِيتَةُ الكاملةُ
الصفعةُ التي تلطم القلبَ
وتجففُ الشرايينَ من أكاذيبها

أيُّ روايةٍ تضمنا بعد اليومِ؟
أيُّ بكاءٍ يُنقذُ جثتينِ عالقتينِ
لم يكن بينهما ما يُذْكر من الرحمةِ؟


مُبَكِّراً، أموتُ على يديكِ
أخسرُ كل نهاياتي
التي دبرتها لنفسي في الخفاءِ
كلُّ ما خططتُ له
 لم يعد ممكناً الآنَ:
 الانتحارُ بحبوبٍ مُنْتَهِيةِ الصلاحيةِ
 أمام لوحةِ راقصةِ الباليه


الغرقُ تحت بصرِ زوجاتِ عارياتٍ
حول المسبح الصيفي
لحظةَ يتبادلنَّ فوائد الخياناتِ السريعة
كمنشطٍ سري لتحملِ الأزواجِ


 اختبار البُطْءِ في الخَلاصِ بالمُخَدرِ
ومراقبة الهذيانِ
 الذي يُبَدِّد شجرة العائلةِ
قبل أن ألمسَ الأبد


النومُ برغبةِ ألا يكونَ هناك صباح آخرَ
إذْ لم يأتِ بكِ إلى شهوةِ النسكافيه

السقوطُ من شرفةٍ
تطلُّ على عازباتٍ مغترباتٍ
يغسلنَ ثيابهنَّ الداخلية
ثلاث مرات في الأسبوع


الذبحةُ الخاطفةُ
 التي لا وقتَ فيها لندمِ المشيئةٍ


أنا رجلُ الساعةِ الواحدةِ
مُفَرِّحُ القُلُوب في ستين دقيقةٍ
الهامشُ الذي تجربين فيه النزوات
وأنتِ تبحثينَ عَنْ سُّمْرةٍ خفيفةٍ
خارج البيتِ


أنا الرجلُ الطيبِ
الذي كان يجب أن يأتي يوماً
ساذجاً بما يكفي
حاملاً إليكِ خزائن أمي
من الخُبْزِ والسَّمْنِ والأَساوِرِ
مُصَدِّقاً وَدَع الغجرياتِ
يومَ قلنَّ: رُّوحُكَ على سفرٍ
فامشِ إليها قارتين
وخُذْهَا بقوةِ المؤجلِ؟


أنا ثَـأْرُكِ من كل الرجالِ
الذينَ عاقبوكِ بوعودٍ صغيرةٍ
لا تليقُ بنصفِ روحكِ

اقتليني إذاً
استعيدي طفولتكِ

وابتسمي بأثرٍ رجعي
 
أُحبكِ كما أنتِ مصاصةَ دماءٍ
يتبعكِ الشعراءُ برقابهم
حيثُ تتخيرينَ المحظوظينَ
ثلاث مراتٍ في اليومِ
وبالقُبْلةِ السامةِ
التي تختصر مواهبكِ
يدركونَ طبيعةَ أقدارهم
واللعبةَ التي أفرغتْ دماءهم
على الأرضِ
ولأجلِ حكمةٍ ما
تتوالى القرابينُ بالحبِّ
ويتكرر البدءُ بلا مللٍ 


أخبريني، ما الذي سيقوله التاريخُ عنَّا؟
يقولُ التاريخ فينا:
تافهان فشلا في أول سطرٍ مِنْ كتابهما
ماتا بقبلتين على العنقِ
قبل أن يرقصا على جنونِ زوربا
ويذوقا النعم التي خَبَأْتُها لهما
خلفَ ظهري

تافهان لم يجددا الصراخ بمتعةٍ
خلف زجاجٍ عازلٍ للصوتٍ
تركا الحياةَ دونَ أن يجربا
عسل الفراشِ معصوبيّ العينينِ
ويكتشفان ما يَحِدَّه البَصَرُ
فيُ مُخَيِّلةِ الحواسِ


كانَ يمكنُ للتاريخِ ألا يكرر نفسه
يُكَفَّرَ عن جرائمهِ العاطفية
في أُمهاتِ الكتبِ
كانَ يمكنُ بأكثر من قُبْلتينِ
وأُغْنِيَّةٍ  مُصَوَّرةٍ
بقليلٍ ربما من التفاهةِ
والكثير الكثير من الكلاسيكيةِ في الحُبِّ
أنْ ينزعَ ثوبه ولحيته البيضاءَ
ويكتبَ: الآن أُولد من جديدٍ


مُبَكِّراً تجيئينَ بقسوةٍ لا أستحقها
عقاربكِ تَلْعَقُ أذنيّ ببطءٍ
والرَّجْفَةُ عميقةٌ حد العجزِ
وأنتِ تتكاثرينَ بفرحٍ
على بُعْدِ خطوتينِ
تسخرينَ من نهاياتِ الشعراءٍ
والخُرافات في أصابعهم الطِّوِيلةِ
وبِقُبْلةٍ واحدةٍ على أعناقهم
يموتون
 

هناك تعليق واحد

  1. نصوصك عميقة جدا
    اعيش معها بكل حواسي

    اعمالك في السعودية كيف اتحصل عليها؟؟

    ردحذف



www.4kamal.com

استقبل جديد تأويل على بريدك الإليكتروني




Error Page Image

Error Page Image

Oooops.... Could not find it!!!

The page you were looking for, could not be found. You may have typed the address incorrectly or you may have used an outdated link.

Go to Homepage